g

glob

mardi 9 janvier 2018

الثورة الفرنسية

الثورة الفرنسية   

 1789–1799) كانت فترة تحولات سياسية واجتماعية كبرى في التاريخ السياسي والثقافي لفرنسا وأوروبا بوجه عام. ابتدأت الثورة عام 1789 وانتهت تقريباً عام 1799. عملت حكومات الثورة الفرنسية على إلغاء الملكية المطلقة، والامتيازات الإقطاعية للطبقة الارستقراطية، والنفوذ الديني الكاثوليكي. وأدت الثورة إلى خلق تغييرات جذرية لصالح "التنوير" عبر إرساء الديمقراطية وحقوق الشعب والمواطنة، وبرزت فيها نظرية العقد الإجتماعي لـ جان جاك روسو، الذي يعتبر منظر الثورة الفرنسية وفيلسوفها.
نص كتاب تاريخ الثورة الفرنسية - ألبير سوبول انقر على الصورة للمطالعة
في السنوات الـ 75 التالية للثورة، حدثت في الحكومة الفرنسية عدة تقلبات بين الجمهورية والدكتاتورية والدستورية والإمبراطورية، إلا أن الثورة بحد ذاتها شكلت حدثا مهما في تاريخ أوروبا، وتركت نتائج واسعة النطاق من حيث التغير والتأثير في الدول والشعوب الأوروبية.
وكانت البداية عقد اجتماع مجلس طبقات الشعب في 5 مايو من عام 1789 في بلدة ڤرساي، وظهور خلافات بين ممثلي الطبقات، أدت بالتالي إلى إعلان قيام الجمعية الوطنية في 17 يونيو من العام نفسه. وقد تم كل ذلك بسرعة غير عادية لأن الجو العام في فرنسة كان مهيأً فكرياً من قبل عدد من كبار الكتاب الفرنسيين، أمثال فولتير (1694-1778   
 الذي كان يدعو إلى إقامة نظام ملكي مستنير في فرنسة على غرار إنكلترة، ومونتسكيو، الذي انتقد مساوئ الحكم الاستبدادي المطلق في كتابه روح القوانين، وجان جاك روسو صاحب كتاب العقد الاجتماعي. كما كان هناك تيار فكري آخر، عُرف بالتيار الطبيعي أو الاقتصادي متأثراً بالاقتصادي الإنكليزي الكبير آدم سميث في كتابه ثروة الأمم، وحمل لواء هذا التيار فرانسوا كيسناي صاحب كتاب المخطط الاقتصادي، الذي رأى فيه الكثيرون الدواء لمتاعب فرنسة الاقتصادية. أما تيار الموسوعيين فكان من أشهر مفكريه ديدرو، وألمبير، فقد فتح أعين الفرنسيين على النظام الجائر لحكومتهم وأوضاعهم السيئة، وهيأ الجو المناسب للتغيير الجذري. كما كان هناك أسباب أساسية تمثلت بالنظام الملكي الذي يستند إلى نظرية الحق الإلهي بالحكم، ويعدّ نفسه المصدر الأساسي لكل التشريعات والقوانين والمرجع الأول والأخير في الدولة

الأسباب


The government of King Louis XVI of France faced a fiscal crisis in the 1780s.
لا شك أن السبب الرئيسي لقيام الثورة الفرنسية كان تسلط الكنيسة وتدخلها في حياة الناس ، بل ومحاربتها للعلوم التجريبية وربطها لها بالشعوذة ( ولا أدل عل ذلك من إعدام العالم الفلكي الكبير في ذلك الوقت جاليليو جاليلي من قبل الكنيسة التي وصفته بالسحر والهرطقة لمعارضته بعض معتقداتها مثل كروية الأرض وغيرها )، ولا ننسى أيضا دعمها 
Adams Bday
للنظام الإقطاعي الذي كان سائدا في ذلك الزمان وكان عامة الناس يعانون منه الأمرين.

الأسباب الاجتماعية
تمثلت الأسباب الاجتماعية في النظام الطبقي البعيد عن أبسط قواعد العدالة، فالمجتمع الفرنسي كان يتألف من ثلاث طبقات يأتي على رأسها طبقة النبلاء يليها رجال الدين وأخيراً الطبقة الثالثة   وهي الطبقة الوسطى (عمال وفلاحين)، وعليها كل الواجبات، وكان لطليعة هذه الطبقة البرجوازية المتنورة النصيب الأكبر في تحريك الثورة وقيادتها، خصوصاً في الأدوار الأولى من قيامها.

الأزمة الاقتصادية

Caricature of the Third Estate carrying the First Estate (clergy) and the Second Estate (nobility) on its back
تأتي الأسباب الاقتصادية التي تمثلت في الأزمة المالية، والتي تعود إلى عهد الملكين لويس الرابع عشر (1643-1715) ولويس الخامس عشر (1715-1774)، ثم حدوث أزمة اقتصادية خانقة في عام 1788 بسبب سوء المحاصيل، أدت إلى حصول مجاعة، وأخيراً جاء تردد الملك لويس السادس عشر  ، الذي كان في بداية حكمه (1774) شديد الرغبة في الإصلاح، إلا أنه كان ضعيف الشخصية والإرادة بعكس زوجته النمسوية الأصل الملكة ماري أنطوانيت التي كانت حديدية الإرادة وافرة الذكاء، كما اتصفت بسيطرتها على زوجها الذي كانت تدعوه بـ«الرجل المسكين 

الأسباب المباشرة
توالت بفرنسا مند 1786 مواسم فلاحية رديئة أثرت بشكل مباشر على الإنتاج الفلاحي فانتشرت المجاعة و اشتد الشقاء على الفلاحين لدرجة تحول عدد من سكان البوادي لقطاع طرق. و رغم الأزمة فلم يتأخر النبلاء في المطالبة بالواجبات الفيودالية مما سبب حنق الجماهير على أصحاب الامتيازات.

أثرت الأزمة الفلاحية على باقي القطاعات من صناعة و تجارة و ضرائب فأمام قلت مداخيل الخزينة الملكية اضطر الوزراء لفرض ضرائب جديدة على النبلاء. إلا أنها أثارت غصب هذه الفئة فقرروا العصيان و المطالبة بعقد المجالس العامة للأمة. ففي صيف 1788 أصبح النظام الملكي الفرنسي مهددا من قبل جميع الهيئات التي اتفقت على المطالبة بعقد المجالس العامة لدراسة الوضع مع الحكومة قصد اتخاذ التدابير لمعالجة الوضع. واضطر الملك لقبول الاقتراح و تم عقد المجالس يوم فاتح ماي 1789.

حاول الملك التصدي للجمعية الوطنية التي سيطر عليها نواب الطبقة الثالثة الفقيرة بقيادة البرجوازية المثقفة، فاستدعى على عجل في بداية شهر تموز 1789 قوات المرتزقة من السويسريين والألمان إلى فرساي، وأقال في 11 تموز وزير المالية المحبوب نيكر  . أدت هذه الخطوة إلى انتشار الشائعات عن مؤامرة أرستقراطية هدفها تجويع الشعب، حيث أن سعر الخبز ارتفع في 14 تموز إلى درجة لم تعرفها فرنسة من قبل. استغل هذا الوضع عدد من القادة الثوريين أمثال مارا   وديمولان  وقادة الجماهير لمهاجمة مخازن الأسلحة في مستودعات الأنفاليد الحكومية. وعمت الفوضى مدينة باريس، فنُهبت مخازن السلاح الخاصة من قبل العامَّة الذين سيطروا على دار البلدية واتخذوها مركزاً لحركتهم، وشكلوا الحرس الأهلي تحت قيادة الجنرال لافاييت  ، ثم هاجموا رمز الظلم «سجن الباستيل» في 14 تموز 1789، وبعد استسلام حاميته وقتلها وتحرير ما وجدوه من سجناء، انتقلت عدوى الثورة التي كانت عفوية وغير موجهة ضد النظام الملكي، والتي كانت تطالب بالإصلاح، إلى المقاطعات الفرنسية، فهاجمت الجماهير قصور النبلاء وبعض الأديرة، ودمرت وأحرقت كل ما يثبت امتيازات الكنيسة في مناطقهم ومكاتب الضرائب، وشكلت حرساً أهلياً على غرار باريس.

أجبرت هذه الأحداث الملك على إبعاد الجيش عن مدينة باريس وإعادة الوزير نيكر، واعتمد علم الثورة الفرنسية المثلث الألوان، وأبعد عدداً من الوزراء المكروهين من الشعب، وزار باريس في 17 تموز حيث قوبل بالهتاف والترحاب على موقفه المعتدل. وفي 4 آب 1789، صدرت عن الجمعية الوطنية قرارات من أجل تثبيت الثورة وامتصاص نقمة الشارع، كان أهمها إلغاء الحقوق الإقطاعية، التي تمثلت بضريبة العشر الكنسية والعدالة الإقطاعية، ونظام السخرة، وإعلان المساواة التامة في الحصول على الوظائف العامة بين جميع المواطنين، وكان هذا يعني انهيار النظام القديم وتدشين مجتمع فرنسي جديد، مجتمع الحرية والمساواة والإخاء. ثم توالت الخطوات الثورية، فأعلنت الجمعية الوطنية الفرنسية في 26 آب وثيقة حقوق الإنسان، كحق الحرية والأمن والملكية ومقاومة الظلم، وبأن الأمة الفرنسية هي مصدر السلطات. ورفض الملك التوقيع على هذه القرارات الثورية، واستدعى قوات المرتزقة الأجانب، إلى فرساي من جديد، واختفى الخبز من الأسواق، فقررت ربات المنازل الزحف على فرساي في 5 تشرين أول، وكادت تدخل القصر الملكي لولا تدخل الحرس الوطني، وهكذا أجبر الملك والملكة بطلب من الجنرال لافاييت على العودة إلى باريس في 6 تشرين الأول، ولحقت به الجمعية الوطنية بعد بضعة أيام، وهذا معناه وضع الجمعية والملك تحت أنظار الشعب 

أدت هذه الأحداث المتلاحقة بعدد كبير من النبلاء ورجال الدين المعادين للثورة، وعلى رأسهم شقيق الملك الكونت دارتوا (الملك شارل العاشر فيما بعد)، إلى الهجرة إلى الحدود الإيطالية والألمانية والبلجيكية، حيث بدؤوا من هناك يتآمرون ضد الثورة مع البلدان المضيفة لهم لإعادة النظام القديم وامتيازاته إلى فرنسة. وفي 21 حزيران 1791، قام الملك وعائلته بالهرب من باريس سراً، إلا أنه اكتُشف أمره، وأُعيد تحت حراسة مشددة إلى باريس، وأُوقف عن ممارسة أعماله من قبل الجمعية الوطنية الفرنسية حتى إعلان الدستور الجديد. إضافة إلى الجمعية الوطنية والملك والبلاط، 
غالبية المؤرخين، يكادوا أن يجمعوا، على اعتبار تركيبة النظام الملكي الفرنسي نفسها أحد أبرز سبب من أسباب الثورة. الأسباب الأخرى بشكل أساسي هي اقتصادية، إذ كان الجوع وسوء التغذية منتشرًا بين الفئات الفقيرة في فرنسا مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية كالخبز وأسعار المحاصيل، بنتيجة الكوارث الطبيعية والعوامل الجويّة إلى جانب نظام وسائل النقل غير الكافية التي كانت تعيق نقل القمح من المناطق الريفية إلى المراكز السكانية الكبيرة، إلى حد زعزع لدرجة كبيرة استقرار المجتمع الفرنسي في السنوات التي سبقت الثورة.  ومن القضايا الاقتصادية الأخرى كان إفلاس الدولة بسبب التكلفة الكبيرة للحروب السابقة، لاسيّما بعد مشاركتها في حرب الاستقلال الأمريكية، التي كان من نتيجتها ارتفاع الدين العام الذي تراوح بين 1000-2000 مليون فضلاً عن الأعباء الاجتماعية المتولدة من الحرب؛ وفقدان فرنسا عددًا من ممتلكاتها الاستعمارية في أمريكا الشمالية وتزايد هيمنة بريطانيا التجارية. كما أن النظام المالي الفرنسي قد وصف بالبالي وغير الفعال وغير القادر على إدارة الديون الوطنية وتسديد أقساط القروض التي كفلتها الحكومة. أمام هذه النوائب الاقتصادية كان ينظر إلى الديوان الملكي في فرساي أنه منعزل وغير مبال بالطبقات الدنيا من الشعب، تحت قيادة الملك لويس السادس عشر ذي الصلاحيات المطلقة، وقيل عنه في كثير من الأحيان أنه غير حاسم بمواقفه ومعروف بتراجعه عن قراراته في حال واجه معارضة قوية، إلى جانب أنه لم يخفض النفقات الحكومية واستطاع البرلمان إحباط محاولات كثيرة لسنّ قوانين إصلاحية لازمة. بكل الأحوال، فإنه منذ ما قبل الثورة كان معارضو حكم لويس السادس عشر يوزعون مناشير سريّة حملت في كثير من الأحيان معلومات مبالغ فيها، تُتنقد من خلالها الحكومة وإدارته لها، وقد ساهمت هذه المناشير في إثارة الرأي العام ضد النظام الملكي 
هناك العديد من العوامل الأخرى، يمكن النظر إليها أنها سبب في اندلاع الثورة، كالرغبة في القضاء على الحكم المطلق، والاستياء من الامتيازات الممنوحة للإقطاع وطبقة النبلاء، والاستياء من تأثير الكنيسة على السياسة العامة والمؤسسات، والتطلع نحو الحرية الدينية والتخلص من الأرستقراطية الدينية، وتحقيق المساواة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية سيّما مع تقدم الثورة للمطالبة بنظام جمهوري. أيضًا فإن الملكة ماري أنطوانيت يعتبرها البعض من أسباب الثورة، إذ نظر إليها الفرنسيون واتهموها - زورًا في أغلب الأحيان - بأنها جاسوسة النمسا ومبذرة وسبب اغتيال وزير المالية الذي كان محبوبًا من قبل الشعب

مسيرة النساء في ڤرساي

Engraving of the Women's March on Versailles, 5 October 1789

الثورة والكنيسة

 
In this caricature, monks and nuns enjoy their new freedom after the decree of 16 February 1790

المؤامرات والتطرف

The Fête de la Fédération on 14 July 1790 celebrated the establishment of the constitutional monarchy
في 10 أغسطس، قامت انتفاضة ثورية تم على أثرها تشكيل كومونة باريس  ، التي اتخذت مقراً لها بلدية باريس برئاسة مارا  المتطرف، وتم السيطرة على قيادة الحرس الوطني وقتل قائده، وتعيين قائد جديد، وكانت نتيجة هذه الحركة وضع الملك وأسرته في الهيكل القديم تحت الحراسة بانتظار دعوة مؤتمر وطني للبت في مسألة بقاء العرش. وعلى إثر ذلك، تم تشكيل لجنة ثورية أو هيئة تنفيذية لإدارة البلاد، يترأسها دانتون أحد زعماء اليعاقبة والمحرض الرئيسي للأحداث التي مرت.

مذابح سبتمبر

في 2 سبتمبر وعلى أثر سقوط مدينة فردان، وصلت معنويات الفرنسيين إلى أدنى مستوياتها، مما أدى إلى حملة إعدامات بين مؤيدي الملكية في باريس والمدن الفرنسية الأخرى، أشرف عليها دانتون شخصياً، ومن هنا أخذ لقبه «سفاح الثورة الفرنسية» ومارا، وعمدة باريس بيتون، وذهب ضحيتها ما يقرب من 1400 قتيل، وقد حاولت الجمعية التشريعية أن تضع حداً لهذه المذابح التي دامت حتى 5 أيلول، لكنها لم تفلح. في أثناء هذا الوضع المتردي داخلياً في فرنسة، حاول الجنرال لافاييت الزحف على باريس لإنقاذ الملك وأنصاره، إلا أن قواته لم تنفذ أوامره.

انتصار فالمي

على إثر تسلم الهيئة التنفيذية برئاسة دانتون الحكم، تم تجهيز جيش لملاقاة برنسويك، وجرت المعركة على هضبة فالمي في 20 أيلول 1792، وهناك ولأول مرة سجلت الجيوش الفرنسية الثورية انتصاراً ساحقاً على الغزاة البروسيين والنمسويين، خلده الشاعر الألمانيجوته الذي كان يراقب المعركة بقوله: «من هذا المكان، وفي هذا اليوم افتتحت حقبة جديدة من تاريخ العالم». وكان من أهم نتائج انتصار فالمي، تثبيت دعائم العناصر المتطرفة في فرنسة، وتقرير مصير النظام الملكي.

الرحلة الملكية إلى ڤارين

The return of the royal family to Paris on 25 June 1791, after their failed flight to Varennes

إكتمال الدستور

المجلس التشريعي (1791–1792)

On 10 August 1792 the Paris Commune stormed the Tuileries Palace and massacred the Swiss Guards
بعد حملة الإعدامات حَلّت الجمعية التشريعية نفسها، وجرت انتخابات جديدة تمخض عنها المؤتمر الوطني، الذي استهل جلساته بإلغاء النظام الملكي في 21 أيلول 1792 وإعلان قيام الجمهورية، كما قرر إعدام لويس السادس عشر، حيث نُفذ فيه حكم الإعدام في ميدان الجمهورية في باريس بالمقصلة في 21 كانون الثاني 1793، وذلك بضغط من اليعاقبة وزعيمهم روبسبيير، وكان لهذا الإعدام نتائج خطيرة أدت إلى انقسام داخلي هدد بقيام حرب أهلية. لقد أثبتت الجمهورية الأولى قوة وكفاية في مواجهة التحديات الخارجية والداخلية بعد تشكيل لجنة السلامة العامة ومحكمة ثورية، وتعيين «ممثلين مبعوثين» لمراقبة القادة العسكريين في ساحات القتال من قبل المؤتمر الوطني، هذه الأجهزة الثلاث ستُستخدم من قبل اليعاقبة لتصفية خصومهم الجيرونديين، وقدر عدد من أعدموا بالمقصلة في باريس وحدها بــ5000 من بينهم الملكة ماري أنطوانيت. شدد روبسبيير قبضته، وبدأ بإعدام زملائه بالمقصلة وعلى رأسهم دانتون. وحكم فرنسة حكماً ديكتاتورياً. ولكن زعماء المؤتمر الوطني وجهوا إليه في 28 تموز 1794 تهمة الخيانة، وحاول روبسبيير البطش بهم، لكن أنصاره انفضوا من حوله، فأُلقي القبض عليه، واقتيد إلى المقصلة ليواجه مصير ضحاياه.

 




إعدام لويس السادس عشر 


في بيان برونزيك، هددت الإمبراطورية البروسية سكان فرنسا، بالتدخل العسكري لإعادة النظام الملكي؛ هذا البيان إلى جانب أمور أخرى أقل أهمية جعلت لويس يبدو بمظهر المتآمر مع أعداء فرنسا. في 17 يناير 1793، أدين لويس السادس عشر بتهمة "التآمر ضد الحرية، والسلامة العامة" وحكم عليه بالإعدام بأغلبية 361 صوت مؤيد، و288 صوت معارض، و72 صوت موافق مع تأجيل التنفيذ. أعدم الملك السابق لويس السادس عشر، والذي دعي بعد خلعه ببساطة المواطن لويس كابيت، بالمقصلة يوم 21 يناير 1793 في ساحة الثورة - ساحة الكونكورد حاليًا - وهو ما روّع اليمين المحافظ في جميع أنحاء أوروبا، ودعت للحرب ضد الجمهورية الفرنسية

مراحل الثورة الفرنسية  

دامت الثورة الفرنسية عشر سنوات، ومرت عبر ثلاث مراحل أساسية:
  • المرحلة الأولى (يوليو 1789 - اغسطس 1792)، فترة الملكية الدستورية: تميزت هذه المرحلة بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس الجمعية الوطنية واحتلال سجن الباستيل، وإلغاء الحقوق "الفيودالية"، وإصدار بيان حقوق الإنسان ووضع أول دستور للبلاد.
  • المرحلة الثانية (اغسطس 1792 - يوليو 1794)، فترة بداية النظام الجمهوري وتصاعد التيار الثوري حيث تم إعلان إلغاء الملكية ثم إعدام الملك وإقامة نظام جمهوري متشدد.
  • المرحلة الثالثة، (يوليو 1794 – نوفمبر 1799)، فترة تراجع التيار الثوري وعودة البورجوازية المعتدلة التي سيطرت على الحكم ووضعت دستورا جديدا وتحالفت مع الجيش، كما شجعت الضابط نابليون بونابرت للقيام بانقلاب عسكري ووضع حدا للثورة وإقامة نظام ديكتاتوري توسعي.

نتائج الثورة الفرنسية 

  • النتائج السياسية: عوض النظام الجمهوري الملكية المطلقة، وأقر فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة والمساواة وحرية التعبير.
  • النتائج الاقتصادية: تم القضاء على النظام القديم الاقطاعي ، وفتح المجال لتطور النظام الرأسمالي وتحرير الاقتصاد من رقابة الدولة وحذف الحواجز الجمركية الداخلية، واعتماد المكاييل الجديدة والمقاييس الموحدة.
  • النتائج الاجتماعية: تم إلغاء الحقوق الإقطاعية وامتيازات النبلاء ورجال الدين ومصادرة أملاك الكنيسة كما أقرت الثورة مبدأ مجانية وإجبارية التعليم والعدالة الاجتماعية وتوحيد وتعميم اللغة الفرنسية.

0 commentaires: